ملّك
قصة قصيرة
في الرابعة من ربيعها الأخضر، ينأي الماضي لينحسر بكل شاطئه في قعر الذاكرة، في الوقت الذي يشعل كل روائح المكان المبهجة .... تحدثني مسحورأ بعالم الكتب المتناثرة بالوأنها الجذابة في غرفتي، وبحلا طفلة حملت البراءة بثقلها، لتضعها بين شغاف القلب، تضحك وهي تقفز بين تلال فوضى الكتب، تنظر لي بعيناه الضيقتان وبلثقة طفولية تستعير فيها المجاز، قائلة ... جرحني الدم، تمد نحوي صباعها الذي لأزال في طور اقل من الأنامل امام وجهي ... قلت من اين الدم ملّك .. تمطت بجسدها البض الرقيق، نحو كتاب مغلف بغلاف مخيف بسماكته احمر اللون .. ردت بأماة وجع الجرح .. من ذأك الكتاب .. قلت الكتب لا تجرح ملك .. ردت :- لا لا أجرح الكتب .. أرغمتني أن ارتب فوضى المكان، منذ ذلك الوقت لم ارأها ... انتظر حضورها في كل صباح، محفزاً نفسي لمشغباتها واستعارت المجاز من لثقتها الطفولية ...لم تأتي .. اين انتِ يا ملّك .. مر الزمن ولم تأتي .. وفي لحظة سهو سقط الكتاب ذو الغلاف الأحمر من رف المكتبة .... وسقطت خلفه جميع الكتب، عمت الفوضى من جديد ..اين انتِ يا ملّك احتاجك لترتبين عمري .... جلست وحيداً وسط تلال الكتب، ادخن سجارتي لأضخ الدم في جسداً راحل وذاكرة تحتمي من الزوال بين الأوراق العتيقة ... وادجن صورتها في دواخلي لعلها تسعفني بحلم، ابحث عن وجهها الصافي الغارق في برأته بين الجدران .. لا شيء الأ الكتب ضاجة بشهوة الألوان ..... ملّك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق